بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلق الله الحبيب محمد صلى الله عليه واّله وسلم
ثم أما بعد
قصة لحظة بُكاء
بقلم : أبو مالك محمد عيسى
جلس يوماً ثلاثة من الأصحاب مُعلمٌ وأستاذ وغلام ففتحوا كتاب رب الأرباب لقراءة ورد القراّن ومفسرين للآيات إلى أن وصلوا لقول الله عز وجل " لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا"" الأحزاب:23" فبكى عندها الأصحاب فتفقوا على العودة للنساء ففيها بُكاء العُظماء فوجدوا فيها قوله تعالى " فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلَاءِ شَهِيدًا "" النساء:41" فقال المٌعلم هنا بكى الحبيب صلى الله عليه واّله وسلم.
فنطلق لسان الغلام فقال لهم أتتذكرون الأستاذ الكبير؟ فبكى وقتها الأحباب .
فرد الأستاذ قائلاً وهو يكتُم أنين الفراق قال أتذكر يوماً كنت خادماً له فوقفنا يوماً على المقابر أسمع بُكاء الأستاذ الكبير فسألته أنا ومجموعة من الأصحاب ما يُبكيك يا حبيب؟
فقال تذكرت العرض على الرحمن فحضرت لوداع الأحباب.
فبكيت أنا والأصحاب ثم نظرت بعيني فوجدت قبر أم الأستاذ فعلمت يومها سبب البُكاء.
فقال الغلام وقف يوما رسول الله صلى الله عليه واّله وسلم يبكي على المقابر ثم قال " سَأَلْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ الزِّيَارَةَ ، فَأَذِنَ لِي ، وَسَأَلْتُهُ الاسْتِغْفَارَ ، فَلَمْ يَأْذَنْ لِي ، فَذَكَرْتُهَا ، فَرَقِيتُ ، وَبَكَيْتُ ".
وفي شدة البُكاء قال المُعلم أتذكر يومأ بكيت في الحرب على الفراق فألقيت سلاحي وقلت لمن اليوم القتال ؟
فوجدت الأستاذ يقف في ثبات لا يخشى الموت ولا الفراق ويبحث فقط عن راية الاسلام.
فقلت ما حرمنا الله تعالى هذا الثبات.
فمسح الغلام عينه من البكاء وقال جلس يوما الأستاذ وسط الكبار يتناقشون ويتحاورون فجاءت طفلة صغيرة فقالت تعال معي يا أستاذ !!!
فقام معها وترك الأصحاب !!
فقطع الحديث بُكاء الأستاذ وردد بصوت ضعيف " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ"" الأنبياء:107" فعاد المُعلم للبُكاء.
ثم واصل الغلام الحديث فخرج الأستاذ مع الطفلة مسرعا ولم يغضبها بالسؤال إلى أين سنذهب يا فتاة ؟ ولكن أستمر في السير بصمت وحنان إلى أن وصلت الطفلة لمجموعة من الصغار وبكت !!!
وقالت ببراءة الأطفال أريد اللعب مع الصغار.
فطلب منهم الأستاذ بعد أن مسح على رؤوس الصغار أن تلعب معهم الفتاة, فوافقوا ثم جلس يُتابع الابتسامات والفرحة بعين الأطفال.
فقام الأصحاب الثلاث مبتسمين وقالوا هذا هو
رسول الله صلى الله عليه واّله وسلم.
-------------------------------------
الأستاذ الكبير: هو رسول الله صلى الله عليه واّله وسلم
المُعلم : عمر بن الخطاب وروى قصته يوم غزوة أحد
الأستاذ : أنس بن مالك خادم الحبيب وروى قصة بكاء الحبيب على قبر أمه
الغلام: هو عبد الله بن العباس رضي الله عنهم أجمعين