المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده..

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأصل أيها الإخوة الأفاضل هو صيانة أعراض المسلمين،

قال الله عز وجلّ ياأيها الذين أمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم

ولاتجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا

فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم ).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ".رواه البخاري.

وفي حديث معاذ الذي صحّحه الشيخ الألباني رحمه الله

قال: يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟
فقال عليه الصلاة والسلام:" ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم

-أو على مناخرهم- يوم القيامة إلا حصائد ألسنتهم ".

فاحذر أخي الحبيب أن تكون يوم القيامة من المفلسين..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

"أتدرون من المفلس ؟"

قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع

فقال صلى الله عليه وسلم:" إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة،

ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا،

فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه

أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار ".رواه مسلم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

" من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال ".صححه الألباني.

ردغة الخبال هي : عصارة أهل النار والعياذ بالله..

وفي حديث آخر:

" الربا إثنان وسبعون بابا أدناها مثل إتيان الرجل أمه،

وإن أربا الربا استطالة الرجل في عرض أخيه ".

هذا الحديث صحّحه الشيخ الألباني، وللأمانة : فقد ضعفه الشيخ أبو إسحاق الحويني

وأطال فيه الكلام في "غوث المكدود" رقم (647)، وضعفه الشوكاني وابن الجوزي.

فبعض الناس استهان بالأعراض (!)

وأعراض المسلمين ليست لعبة!!

قال الإمام ابن دقيق العيد رحمه الله تعالى : أعراض المسلمين حفرة من حفر النار..

فالحذر الحذر !!

ويزداد الأمر خطورة عندما يتعلق بأعراض أهل العلم والفضل

لأن الطعن في أعراضهم هو طعن فيما يحملونه من علم شرعي وإرث نبوي

ولذلك فالذب عن أعراض العلماء والدعاة والمصلحين واجب على من يستطيع ذلك،

وهو -في الحقيقة- دفاع عن الدعوة قبل أن يكون دفاعا عن أشخاص..

وحسبُنا في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم :

" من ردّ عن عرض أخيه رد اللَّه عن وجهه النار يوم القيامة ".

صححه الألباني فيصحيح الترمذي - رقم: 1931. وفي صحيح الجامع - رقم:6262.

وحسبنا في ذلك أيضا قوله عليه الصلاة والسلام :

"من رد عن عرض أخيه، كان له حجابا من النار "

صححه الألباني فيصحيح الجامع - رقم: 6263.

وقوله عليه الصلاة والسلام :

"من ذب عن عرض أخيه بالغيبة، كان حقا على الله أن يعتقه من النار "
صححه الألباني في صحيح الجامع - رقم: 6240. وفيغاية المرام: 431
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

" ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن يُنتَقَص فيه من عرضه،
ويُنتهك فيه من حرمته، إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته،
وما من أحد ينصر مسلما في موطن يُنتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه
من حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته ".

حسنه الألباني في صحيح الجامع - رقم: 5690

" وعن ابن أم عبد قال من اغتيب عنده مؤمن ، فنصره ، جزاه الله بها خيرا
في الدنيا والآخرة ، ومن اغتيب عنده مؤمن ، فلم ينصره ، جزاه الله في
الدنيا والآخرة شرا ، وما التقم أحد لقمة شرا من اغتيال مؤمن؛
إن قال فيه ما يعلم ، فقد اغتابه ، وإن قال فيه بما لا يعلم ، فقد بهته ".
صححه العلاّمة الألباني في صحيح الأدب المفرد: 563.



فأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للذب عن أعراض المسلمين عامة،

وأن يستخدمنا في الدعوة إليه والدلالة عليه.