تتوالى إبداعات وانجازات الشباب الفلسطيني بغزة برغم الحصار والمعيقات التي تحول دون تطوير ابتكاراتهم لتحويلها لواقع ينافس الابتكارات العالمية والوصول نحو النجومية بأفكار تخدم العالم وتعمل على مساعدة ذوى الاحتياجات الخاصة .
فكثيراً ما تحدث قصص الخيال العلمي عن ابتكارات تعمل على مساعدة أشخاص من ذوى الإعاقة ، وتنقل حياتهم نقلة نوعية بفعل هذه الأجهزة المساعدة .
ويتواجد صعوبة دائمة فى تحرك المعاقين وخاصة صعود ادراج السلالم المنزلية خاصة عندما يكون المنزل مكون من عدة طوابق ، فيحتاج بذلك لمساعدة افراد الاسرة فى عملية صعود ونزول السلم ، وضرورة مرافقة شخص طوال هذه العملية ، وبددت مهندستان فلسطينيتان هذه المتاعب باختراع مصعد كهربائى منزلى خاص بالمعاقين بالامكان نجاح فكرته اكثر اذا كان هناك اهتمام حقيقى بهذه الفكرة والاختراع .
هذا الحلم أصبح حقيقة فغزة بطبيعتها تنجب باستمرار مبدعين أصحاب رؤية تخدم المجتمع ،وذلك بعد أن قامت المهندستان روان تمراز " 24 عاما " ، ونادية الريس " 24 عاما " الملتحقتين بتخصص هندسة ميكاترونكس فى جامعة الازهر بغزة ، باختراع المصعد الكهربائى الخاص بالمعاقين داخل منازلهم بطريقة سهلة ليوفر عليهم مشقة التحرك .
وبثقة نفس بالنجاح الذي تم انجازه على يد المهندستان ، تشرح الطالبة تمراز فكرة هذا المشروع بعد ان دخلت قسم الهندسة كخيار بديل عن طب الاسنان ولان التخصص متداول بين الفتيات قائلة " اهتمينا بعمل شئ لذوي الإعاقة يفيدهم ويساعدهم علي التغلب علي اعاقتهم وطرحنا الموضوع ومجموعة من الأفكار علي المشرف د. أيمن عياد واخترنا تطبيق هذه الفكرة ، وتم التركيز على الفكرة لانها تخدم فئة كبيرة من المجتمع " .
والاخترع هو مصعد خارجي يثبت علي أي درج منزلى بشكل أفقي يساعد ذوي الاعاقة للتنقل والتحرك على الدرج بحرية بواسطة المصعد
وقالت أبو ريا " المشروع هو بالدرجة الاولى خدمة انسانية ويساعد فئة ذوي الاعاقة بالحركة بأماكن عملهم ودراستهم براحة نفسية وثقة لعدم وجود اعاقات امام حركتهم بالمكان الذى يتواجدون فيه "
واشارت الى ان تكلفته كما تم تصميمه ما بين 5-6 آلاف دولار للطابق الواحد ، لكن تم تنفيذ المشروع بسعر اقل بكثير بعد التسهيلات التى قدمتها الصناعة كلية مجتمع غزة لانجاز المشروع واستخدام اجهزة الكلية والورشات لانجاحه بتكلفة تقدر بالفى دولار .
ويتكون المصعد من سكة مثبتة على الجدار وقاعدة على شكل حرف L ، وقاعد مثبتة بالسكة الحديد باربع عجلات وداخل الكبينة متور مثبت لتشغيل الجهاز وعناصر اخرى لحماية الذراع المحيط بالكرسى المتحرك الخاص بالمعاق .
وعن اهتمامها بهذا التخصص وانجاز عدة مشاريع تخدم المجتمع ، شرحت زميلتها نادية الريس قائلة " دفعني للاهتمام بهذه الفكرة فعليا هو عدد المعاقيين المتزايد نتيجة الحروب ولا يستطيعون الاعتماد على انفسهم في صعود السلالم مع تقدم البنيان وعدم الاكتراث لمثل هذه الفئات المهمشة " .
وسيتم تطويره وتسويقه كمنتج وطني الى ان الاوضاع الاقتضادية هي العائق الاساسي لتطوير هذا المشروع وطرحه في الاسواق ليخدم هذه الفئة في مجتمعنا الفلسطيني حسب اقوالها .
وقالت " العوائق تتمثل بالتكاليف الاقتصادية والمكان الذي سيوضع فيه المشروع كنموذج اولي كمصعد ذوي الاعاقة واختيار المواد والادوات والاجهزة والمعدات في ظل اسواق ذات معدات محدودة نتيجة الحصار الجائر على شعبنا الفلسطيني "
واشارت " مستقبل المشروع ان يتم وضعه في جميع المداخل ذات السلالم المرتفعة ليتمكن المعاقين حركياً من الدخول والخروج دون مساعدة احد بهذا النموذج المطور وان تصبح كجزء اساسي من المباني العامة والخاصة في مجتمعنا الفلسطيني "
واكدت خلال حديثها ان الافكار كمنتج وطني يحتاج الى معدات وادوات متعددة فان الافكار محدودة في ظل الاسواق المحدودة التي لا تتوفر فيها الامكانيات لذلك ,فإن الافكار ليست مجرد افكار بل انها تصاميم ومخططات لانشاء مشاريع تخدم الفئات المهمشة بأقل التكاليف وأفضل جودة وبصناعة وانتاج ايدي فلسطينية لدعم المنتج والفكر الوطني .
وتأمل المهندستان بتطوير هذا الاختراع ومساعدة الجميع على ان يتم اعتماد هذا المصعد فى كل الاماكن العامة التى تساهم فى خدمة المعاق وتحركه بعد ارتفاع اعدادهم بعد الحرب الاخير على قطاع غز ة .