وما الذنب الذي اقترفته..؟
مثلي مثل باقي اقراني كنت فرحا بخوض غمار أول الخطوات.. بإتجاة مؤسستي
تلك المؤسسة التي طالما كنت امر بمحاذاتها رفقة امي فتردد على مسامعي دوما:
" إنها مدرستك بني، فآمل ان اراك يوما ترتادها كباقي أقرانك "..
كلمات صداها مازال يرن بأذني .. إلى أن جاء الوعد و الموعد..
وكباقي التلاميذ كنت فرحا بالانضمام للطابور.. لأصطف بصف مستقيم
أحيي علم بلدي تحت نشيده الدافئ
كنت اتوق لاحتضان المعلم، لمجالسة من مثلي من طالبين العلم
كنت انوي قهر معاناتي بالجد و الاجتهاد.. لأصل الى اعلى المراتب
كنت و كنت و كنت..
فعلمت الآن سر معنى قول أمي
أنها كانت تأمل، نعم تأمل في ان تراني كباقي أقراني
فعلا لم اكن مثلهم كان املا مشروخا من مجتمع لا يتقن الا لغة الخدلان..
فمع أول ولوج لي من باب المدرسة..
احسست بنظرات الكل تخنقني..
همسات و لمزات، تكسر عيني شيئا فشيئا.. الى ان صارت بالأرض
و الغمرة الكبيرة تحولت فجأة الى غصة عميقة إثر جواب بارد الأعصاب من احدهم
الذي هو بدوره كان بارد الأعصاب:
"اعتذر.. مثله ليس له مكان بالمدرسة"
وقع الامر علي كما الصاعقة
لما؟ و ماذا في الأمر حتى لا يكون لمثلي مقعد؟
فأخذ الواهي يبرر لوالدتي أشياء .. أشياء لم أحسب لها حسبانا
انا المعاق.. لم تكن لتهمني يوما..
فلم اعرف على مر طفولتي عائقا يمنعي المسير
ولا امرا يجعل مني مرفوضا او منبوذ المصير..
فما ذنبي ان جئت للدنيا و على عاتقي كلمة معيق..
غرست الأمل و سقيته بالأمل..
لأكون معاقا لا معيق ...
ليس من حقه ان يوجهني الى مؤسسات على ورق..
تحتضن مني الكثير، مؤسسات منها الاسم فقط..
اما الاخلاق و العمل فبئسا .. مالهم اي تبرير
لما يحملوننا وزر القدر
فأنا طفل أصرخ: اريد ان ادرس.. أن أتعلم و كالنجم ابزغ..
هو حق.. ابسط حق..
فلما لحقي التنكر..